وكل حركة إسلامية، أو جماعة إسلامية، أو حزب إسلامي، إنما هي جماعة من المسلمين، وليست جماعةَ المسلمين، لأنها لو اعتبرت نفسها جماعةَ المسلمين، رأت كلَّ خارج عليها، أو عامل خارج نطاقها، خارجا على جماعة المسلمين، بما يستتبعه ذلك من أحكامٍ ومواقف، وما يقود إليه من من خصام وصدام هو من أشدّ ما يُبتلَى به المسلمون في هذه الأيّام
أمّا إذا اعتبرت نفسَها جماعةً من المسلمين، فإنها تقبل وجودَ جماعاتٍ أخرى متقلّة عنها، وأفراد عاملين لا ينتمون إليها، وتعترف بهم، وتكون مستعدّة للتعاون معهم، في خدمة الإسلام والمسلمين، في الأمور المشتركة، ممّا يُحِلُّ الوئام محلَّ اخصام والصدام، والتعاونَ محلّ التدابر والتناحر، ويقوّي بعضَ المسلمين ببعض في مواجهة الطاغوت، وفي تحقيق الأهداف الإسلاميّة، في المجالات المشتركة بينهم، أو في المجالات التي يختصّ بها فريق دون فريق.
الأستاذ عصام العطّار المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية
تعليقات
إرسال تعليق