لا تيأسوا
أيّها المسلمون
لا
تيأسوا أيّها المسلمون
لا
تيأسوا من أنفسكم
لا
تيأسوا من مستقبلكم
لا
تيأسوا من ربّكم
لا
تيأسوا، فإنّ اليأس هو الموت، وهذا ما يريده لكم أعداؤكم: هذا ما تريده إسرائيل،
وما يريده الشّرق والغرب، ومَنْ يعيشون بينكم من عبيد الشّرق والغرب واعينَ أو
غيرَ واعين ما يقترفون
● ● ●
لا
تيأسوا أيّها المسلمون
لا
تيأسوا رغم هزائمكم في كلّ مكان، وتخلّفكم في كلّ ميدان، وانقسامكم على كلّ صعيد،
وانشغالكم بالتّوافه والصّغائر عن عظائم الأمور
لا
تيأسوا فإنّ بإمكانكم أن تتجاوزوا كلّ هذه السّلبيّات بمعرفتها ومعرفة أسبابها،
وبالألم الصّادق منها، والرّفض الكامل لها، والتّصميم القاطع على تجاوزها مهما
كلّف ذلك من جهد وصبر وتضحيات
● ● ●
لا
تيأسوا أيّها المسلمون
لا
تيأسوا، فلعلّ النّكبات التي نزلت بكم، والتّجارب التي روّعتكم ولوّعتكم،
والنّيران التي أحرقتكم وصهرتكم، قد كشفت عن أعينكم الحجب، ونفت عن نفوسكم
الخَبَث، وميّزت لكم بين الحقّ والباطل، والصّحيح والزّائف، والصّدق والكذب،
وبيّنت لكم بما لا يدع مجالاً لشكّ أو لَبْس أنّه لا مُعْتَمَدَ لكم إلاّ الله،
ولا طريقَ لكم إلاّ الإسلام، وأنَّ ما انخدع به كثيرٌ منكم من الشّعارات
والدّعوات، ومن صداقة الشّرق والغرب لم يكن في حقيقته إلاّ )... كَسَرَابٍ
بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ
شَيْئًا...( [النور: 39] وهذا
كلُّه يُعِدُّكم من خلال الآلام العميقة، والتّجارب المريرة والرّؤية الدّاخليّة
والخارجيّة الواضحة، لانطلاقةٍ جديدةٍ واعيةٍ مصمّمةٍ على طريق الإسلام العظيم؛
طريق المستقبل العظيم لكم ولكلّ البشر
● ● ●
لا
تيأسوا أيّها المسلمون
لا
تيأسوا، فالإسلامُ -إن رجعتم إلى الإسلام- يضع في أيديكم مفاتيح التّغيير
الضّروريّ المنشود
اقرؤوا
قولَ الله عزَّ وجلَّ:
)وَمَا
أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ( [الشورى: 30]
وقول
الله عزَّ وجلَّ:
)... إِنَّ اللَّهَ لاَ
يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ...( [الرعد: 11]
ففي
هاتين الآيتين الكريمتين سرُّ دائكم ودوائِكم، وتخلّفِكم وتقدّمِكم، وضعفكم
وقوّتكم، وهزيمتكم ونصركم في كلّ زمان ومكان وميدان
● ● ●
لا
تيأسوا أيّها المسلمون
لا
تيأسوا، فالإسلامُ -إن صدَقْتُم الرّجعة إلى الإسلام- يمنحكم عقيدة أرسخ من
الجبال، وأقوى من الطّاغوت، وأبقى من الدّنيا، ويرفعكم إلى مستوى أهدافه الكبار
الكبار، ويوحّد بعقيدته وأهدافه ومنهجه قلوبَكم وصفوفَكم المفرَّقة، ويجمع عليها
جهودكم وطاقاتكم المبعثرة المبدّدة،ويحفزكم ويولّد فيكم طاقات لم تكن من قبل،
ويقود خطاكم وخطى البشر بكم إلى خير الدّنيا والآخرة
● ● ●
لا
تيأسوا أيّها المسلمون
لا
تيأسوا، فإنّنا نملك كلّ أسباب التّغيير، وكلّ أسباب النّهوض، وكلّ أسباب النّصر..
إن صدقنا مع الله، وصدقنا مع أنفسنا، وصدقنا العمل والجهد والجهاد في سبيل الله
عزَّ وجلَّ
● ● ●
إنّنا
نملك الإيمان والإرادة والثّقة المطلقة بنصر الله إن نصرناه
إنّنا
نملك المنهج الإلهيّ الأقوم في كلّ جانب من جوانب الحياة
إنّنا
نملك الإمكانات البشريّة والاقتصاديّة والاستراتيجيّة الضّخمة
إنّنا
نملك كلّ المؤهّلات اللازمة لتجاوز واقعنا الفاسد الوضيع، وسلبيّاتنا الكثيرة
المهلكة
فتعالوا
-أيّها المسلمون- نغيّر ما بأنفسنا، حتّى يغيّر الله ما بنا.. تعالوا نحدث
الانقلاب الإسلاميّ المنشود في حياتنا ومجتمعاتنا، حتّى تنطوي صفحة الماضي الذّليل
الحقير، وتنفتح صفحة المستقبل العزيز الجليل.. تعالوا تعالوا ولا تعودوا إلى
الغفلة والضّلال، وإلى سبل الفرقة والضّياع والهلاك
● ● ●
ولْيَعْمُرِ
الأملُ صدورَكم أيّها المسلمون
الأملُ
في أمّتكم
والأملُ
في أنفسكم
والأملُ
في مستقبلكم
والأملُ
في ربّكم وفي نصره الموعود
ولتقرنوا
الأملَ بالعمل الجادّ المخلص البصير، فلا جدوى لأملٍ دون عمل
ولا
تيأسوا أبداً أبداً مهما كانت الظّروف، فاليأسُ والإيمان ضدّان لا يجتمعان
)... إِنَّهُ لاَ
يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ( [يوسف: 87]
● ● ●
تعليقات
إرسال تعليق